تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تفاصيل الخبر

22 مايو 2022

استدامة النمو

استدامة النمو

أجرت نشرة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "GPCA Insight" مقابلة حصرية مع الرئيس التنفيذي لشركة سبكيم المهندس عبدالله السعدون، تطرق فيها لعدد من القضايا شملت خطط الشركة للتوسع في أسواق جديدة، والسعي وراء عمليات اندماج واستحواذ جديدة، إضافة إلى الاستفادة من زخم النمو الحالي.

 

  • خلال العام الماضي، أعلنت سبكيم عن زيادة صافي أرباحها بنسبة 1،942٪. هل يمكنك أن تعطينا فكرة عن الأسباب التي أدت إلى هذا النمو وكيف ساعدكم على التعافي من الآثار السلبية لجائحة فيروس كورونا؟

يعكس مستوى الأداء الاستثنائي الذي شهدته شركة سبكيم طوال فترة الجائحة ثقافة الشركة المتجذرة في السلامة والموثوقية والتحسين المستمر، والتي مكّنتها من تحقيق مستويات قياسية في الإنتاج والمبيعات. أسلوب المرونة في العمل الذي نتبعه أتاح لنا التكيف مع الظروف التي تتطور بسرعة والتغلب على التحديات وتلبية احتياجات العملاء وتطلعات المساهمين. بعد الاندماج الذي حدث بين شركتي سبكيم القديمة والصحراء في عام 2019، قمنا ببذل جهود استراتيجية تهدف إلى تنويع الإنتاج وإنشاء مزيج متوازن من محفظة المنتجات، ما أتاح لنا في سبكيم الاستفادة من الانتعاش الدوري خلال عام 2021.

إضافة إلى ذلك، فقد لعب حضورنا التسويقي القوي والتواجد الفعلي في الأسواق الرئيسية لمعظم الدول الأوروبية والآسيوية دوراً رئيسياً لنكون في وضع جيد للاستفادة من الطلب السائد في السوق والاستفادة من قدراتنا التشغيلية بسلاسة.

كذلك، استفادت سبكيم من اتخاذ قرارات جريئة وتوفير إدارة نشطة لمحفظة المشاريع المشتركة من خلال الاستحواذ على حصص إضافية في شركات كبيرة مثل العالمية للأسيتيل، والعالمية للفينيل، والعالمية للدايول، إلى جانب تخفيف وتيرة العمل في المصانع غير المجدية من الناحية الاقتصادية. كما سمحت لنا أعمالنا المتينة في مجال تخطيط المبيعات والعمليات بتعديل مزيج المواد الأولية لزيادة هامش المساهمة إلى أقصى حد، كما مكنتنا استراتيجية تحقيق التآزر القوية التي تتبعها سبكيم من تحقيق قيمة بمقدار 298 مليون ريال سعودي في عام 2021.

 

  • ما هي توقعاتكم لما تبقى من العام 2022 وعام 2023، وكيف سيكون أثرهما على سبكيم وعلى بقية اللاعبين في قطاع البتروكيماويات في الخليج؟

فيما نتوقع أن يكون الأداء في عام 2022 قوياً لصناعة البتروكيماويات، فإننا نضع في الحسبان أيضاً أن يحمل هذا العام العديد من التحديات التي قد تتسبب إما في كبح الطلب القوي الذي شهدناه خلال 2021 والربع الأول من 2022 أو قد تدفعه إلى الأمام.

خلال الربع الأول من العام الحالي شهدنا تزايداً مستمراً في الطلب وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار لمعظم منتجاتنا الأساسية والوسيطة والبوليمرات. وعلى الرغم من التحديات التي حدثت في سلاسل التوريد والضغط الجيوسياسي، فإن سبكيم واللاعبين الآخرين في الخليج حافظوا على وضع جيد وتمكنوا من خدمة أسواق النمو الرئيسية على مستوى العالم بما في ذلك الهند وأفريقيا والشرق الأقصى وأوروبا، وذلك بفضل الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة. إضافةً إلى ذلك فإننا نتوقع المزيد من التوسع في أمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا حيث يستمر الطلب في النمو على العديد من منتجاتنا.

كذلك فإن الأسعار الحالية للطاقة، حيث تجاوز سعر برميل النفط الخام 100$، أسهمت في دعم أسعار البتروكيماويات ومنعت انخفاضها بشكل كبير مقارنة بالربع الأخير من 2021، بل إن بعض المنتجات شهدت ارتفاعاً في الأسعار.

أما بالنسبة لبقية العام 2022 وعام 2023، فإننا متفائلون بأن يستمر الطلب على منتجات سبكيم قوياً في جميع المناطق التي نخدم فيها عملائنا، كما نتوقع زيادة الانتشار الجغرافي بشكل أكبر لبعض المنتجات.

 

  • مع آمالكم في تحقيق المزيد من الأرباح والنمو خلال هذا العام، هل تخططون لأي استثمارات جديدة سواء كان ذلك في السعودية أو في أي مكان آخر في العالم؟ إذا كان الأمر ذلك، فما هي القطاعات أو المنتجات التي يمكن أن تركز عليها سبكيم؟

النمو المستدام وطويل الأجل هو ركيزة استراتيجية أساسية لسبكيم. منذ تأسيس الشركة في عام 1999، كانت مسيرة نمونا مثيرة للإعجاب ولطالما التزمنا بمواصلة النمو. مع إطلاق صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لبرنامج شريك الذي يهدف إلى زيادة الاستثمارات المحلية لشركات القطاع الخاص إلى 5 تريليون ريال سعودي بحلول عام 2030 من خلال دعم وإطلاق الحوافز المعتمدة من الحكومة، قامت سبكيم بتسريع أجندة النمو الخاصة بها لتتوافق مع طموحات المملكة في النمو. لذلك، فإننا نعمل بقوة على استكشاف العديد من فرص نمو المشاريع الخضراء الكبرى.

نتطلع كذلك لتوسيع نطاق مجموعة منتجاتنا الحالية عبر تقييم العديد من فرص النمو العضوي وغير العضوي، وسوف يتم الإعلان عن أي مساعي ومبادرات جديدة في الوقت المناسب.

 

  • يرى بعض المحللين أن بيئة السوق الحالية مهيأة لاستثمارات جديدة وعمليات اندماج وشراء. هل تتطلعون إلى أي صفقات اندماج واستحواذ جديدة هذا العام أو على المدى القصير؟

2022 هو العام الثالث لاندماج شركة سبكيم العالمية للبتروكيماويات وشركة الصحراء للبتروكيماويات. مثلت سبكيم بعد اندماجها قصة نجاح سعودية حيث مهدت الطريق لصفقات اندماج واستحواذ أخرى مختلفة داخل المملكة في قطاعات مختلفة. ومن خلال هذه التجربة، نستطيع القول بكل فخر بأننا قمنا ببناء مجموعة الأدوات اللازمة داخل شركتنا لتنفيذ صفقات الاندماج والاستحواذ بسلاسة وكفاءة، وسوف نستخدم ذلك لصالحنا في المستقبل. إضافة إلى ذلك، فإن التآزر الذي أنجزناه، والنتائج الاستثنائية التي تحققت خلال عام 2022 عززت ثقة المساهمين وشجعت الشركة على وضع عمليات الاندماج والاستحواذ كأحد المحركات الرئيسية لاستراتيجيتها للنمو. مع أخذ ذلك في الحسبان، فإننا ندرس الآن فرص الاندماج والاستحواذ المحتملة وسنعلن عن ذلك بمجرد اتخاذ القرارات.

 

  • رغم النمو المتوقع للقطاع في عام 2022 على خلفية الطلب القوي وهوامش الربح العالية، لا تزال صناعة البتروكيماويات تواجه بعض التحديات الهائلة في سلاسل التوريد مثل نقص الحاويات، وارتفاع رسوم الشحن باستمرار، وغير ذلك. كيف تتأثر سبكيم وكيف تخطط لمعالجة ذلك للبقاء في دائرة المنافسة وتلبية توقعات العملاء؟

من المؤكد أن أزمة سلاسل التوريد الحالية كان لها تأثير كبير على عملائنا العالميين. ومع ذلك نجحنا في التغلب على الأزمة باتخاذ استراتيجيات أكثر تحديداً والتأكد من أن عملائنا على دراية مسبقة بالموقف. الأساس هو أن يكون لديك تواصل شفاف وواضح مع العملاء حتى يتمكنوا من التخطيط وفقاً لذلك. علينا إدراك أننا سنظل بمواجهة تحديات سلاسل التوريد لبقية العام وربما أبعد من ذلك. لذا، قمنا كشركة بتصميم استراتيجيتنا للتعامل مع التحديات الفريدة لكل منطقة، مثل ازدحام الموانئ، ونقص سائقي الشاحنات والقوى العاملة بالموانئ، وارتفاع أسعار الشحن، وارتفاع الطلب للمستهلكين، وذلك كي نتمكن من التغلب على أزمات سلاسل التوريد.

اتخذنا كذلك العديد من تدابير إدارة المخاطر التي تشمل الشحن من المنطقة الغربية للمملكة، وتحديداً من ميناء الملك عبدالله، ما سمح لنا بتقليص أوقات العبور إلى مناطق معينة بنسبة تتراوح بين 20-30٪. قمنا كذلك باستكشاف عقود شحن متعددة السنوات للتخفيف من مخاطر شحن الحاويات، وذلك للاستفادة من الشراكات طويلة الأجل التي لدينا مع خطوط الشحن، وتأمين المطلوب مع أطراف موثوقة لشحن منتجاتنا وخدمة أسواقنا باستمرار. إضافة إلى ذلك، نعمل على زيادة عدد الخزانات الكيماوية المستأجرة والتي تكون أقرب إلى عملائنا حتى نتمكن من الاستمرار في خدمة متطلباتهم المتطورة.

 

  • في ضوء الإعلان الأخير عن التزام المملكة بتصفير صافي الانبعاثات بحلول عام 2060، ما هي استراتيجية سبكيم تجاه الاستدامة، خصوصاً انبعاثات الكربون؟

تماشياً مع الأهداف الطموحة لصاحب السمو الملكي ولي العهد التي تم الكشف عنها في مبادرة السعودية الخضراء وهدف 2060 بتصفير صافي الانبعاثات، فقد وضعنا الاستدامة كإحدى ركائزنا الاستراتيجية وقمنا بإعادة تعريف استراتيجيتنا للاستدامة بطموح أكبر. نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية الاستدامة الخاصة بنا وهدف الحد من غازات الدفيئة في ضوء طموحات المملكة. ننوي كذلك الإعلان عن أهداف الاستدامة الخاصة بشركة سبكيم للوفاء بأجندة تصفير صافي الانبعاثات في وقت لاحق من هذا العام. وكمرحلة أولى ضمن استراتيجية الاستدامة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، سنناقش ستة موضوعات رئيسية تتعلق بالاستدامة. في البيئة، سيكون التركيز على:

  • المجال 1 و2 للحد من الانبعاثات
  • المنتجات الدائرية
  • إدارة النفايات.

في المجال الاجتماعي، سيكون التركيز على:

  • السلامة
  • التنوع

أما على مستوى الحوكمة، فسيكون تركيزنا على:

  • المشتريات

تجدر الإشارة إلى أن سبكيم لديها العديد من قصص النجاح والجهود المبذولة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. أحد هذه النجاحات هو الشراكة الأخيرة مع شركة جارة لنا لإعادة استخدام كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون لوحدات المعالجة الحالية. إضافةً إلى ذلك، شرعنا باستخدام الإيثانول كمادة أولية حيوية لمصنع أسيتات الإيثيل لدينا، ونخطط لتوسيع جهودنا في هذا المجال. تلقينا أيضا شهادة تقدير من المركز السعودي لكفاءة الطاقة نظير امتثالنا بصورة متميزة خلال الدورة الأولى للمركز، مع الالتزام بمواصلة هذا التحسين في كفاءة الطاقة خلال الدورة الثانية.

 

- انتهى -